حياة وعبادة الله

يُراد بالحياة الدِّيْنِيَّة هُنا هي الحَياة الّتي تَهْتَدِي بتَعالِيْم الله الخالِق الرَزَّاق المَعْبُود.
وقد تَمَثَّلَت تَعالِيم الله في العِبادَات، مِنْها الصّلاة، أَهَمُّ العبادَات في الإسلام .
المسلمون إذا جَاء الصَبَاح اسْتَيْقَظُوْا وصَلّوا الصبح .
فإذا انْتَصَفَ النَّهار صَلَّوا الظُّهْر
فإذا جاء وقتُ العَصْر صَلَّوا العصر
وإذا غَرَبَت الشَّمْس صَلّوا المَغْرِب
وإذا دَخَلَ اللَّيْل صَلّوا العشاء.
هَكَذَا فإنّ المسلمين إذا انْتَهَوا مِن صلاة مِن الصلوات الخمس شَعَرُوا بأنّهم سَيَلْقَوْن رَبَّهم في صلاة أُخْرى بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيْر.
لِذلك فإنّ كُلّ مسلم لا يَفْعَل الشرّ ، لأنّه يَسْتَحْيِي أن يَلْقَى الله وقد فَعَل الشرّ، وإنّ المسلم لا يَظْلِم ، لأنّه يَسْتَحْيِي أن يَلْقَى الله وهو ظالم .
ورأينا مِن هُنا أنّ المسلمين بِصلاتِهم يَتَعَوَّدُون النشاط وتَنْظِيْم الوقت والوَفاء بالوَعْد، كما يَتَعَوَّدُوْن الجِدّ في العمل والاِلْتِزام بالنِّظام في حياتِهم والنَّهْي عَن الفَحْشاء والمُنْكَر، قال الله تعالى ( إنّ الصّلاة تَنْهَى عن الفَحْشاء والمُنْكَر).
هكذا فإنّ المسلمين يَتَعَوَّدُوْن أن يُطِيْعوا الله ورسوله. قال الرسول ص م :
مَن اِتَّبَع كتاب الله هَدَاه مِن الضلالة.
مَن اتّقَى الله عاش قَوِيّا وسار في بِلاده آمِنا.
ورسول الله ص م لَمّا وَصَل إلى المَدِيْنَة المُنَوَّرَة آخَى بَيْن المُهاجِرِيْن والأنصار، إِيمانا مِنه أنّ الحياة المُسْتَقِرَّة لَن تَتَحَقَّق إن حَدَثَ بَيْن المسلمين الاِخْتِِلاف والتَّفَرُّق، فلمّا حدَث بين المسلمين شَيْءٌ مِن الاِختِلاف نزَل عليه آيات مِن الله تُوَحِّدهم وتَجْمَع بينهم، كما في قوله :
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (أل عمران:103)
ولقد حَفِظْنا أحَادِيثَ الرّسول الّتي تُرْشِد المسلمين كيف يُعامِل بعضُهم بعضا لِتَتَحَقَّقَ حياةٌ سَعِيدَة، منها قولُه ص م:
مَن دَلَّ على خَيْر فله مِثْل أَجْر فاعِلِه.
مَنْ أَكْرَم اِمْرَأً مسلما أَكْرَمَه الله تعالى.
مَن رأى منكم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْه بِيَدِه،
فإن لمَ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِه، فإن لمَ يَسْتَطِع فَبِقَلْبِه، وذلك أَضْعَفُ الإيمان .
مَن كان يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخِر فَلْيُحْسِنْ إلى جارِه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فَليُكْرِمْ ضَيْفَه ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فَلْيَقُل خَيْرا أو لِيَسْكُتْ .
هذا وقد أَرْشَد الرسول المسلمين إلى حَلِّ المَشاكِل الّتي تَمُرُّ بهم في حياتهم، قال:
مَن أَراد أَمْرا فَشاوَر فِيه اِمْرَأً مسلما وَفَّقَه الله ِلأَرْشَدِ أُمُوره
لو كان العُسْر في جُحْر لَدَخَل عليه اليُسْرُ حتىّ يُخْرِجَه.
هكذا فإنّ المسلمين لا بُدَّ مِن أن تَكُون حَياتهم على هُدى مِن الله ورسوله، إذا أَرَادُوا أن يكُونوا خَيْرَ أُمَّة في العالمَ terjemahan nya​

حياة وعبادة الله